3 دقائق قراءة

وحدات الحماية الكردية تسحب مستشاريها العسكريين من منبج عقب مفاوضات تركية – أمريكية

أعلنت وحدات الحماية الشعب الكردية، يوم الثلاثاء، أنها ستسحب آخر […]


أعلنت وحدات الحماية الشعب الكردية، يوم الثلاثاء، أنها ستسحب آخر قواتها من بلدة منبج في شمال حلب، وذلك عقب يوم واحد من اتفاق تركيا والولايات المتحدة على “خارطة طريق” بخصوص مستقبل المدينة المتنازع عليها.

وقالت القيادة العامة لوحدات الحماية في بيان  لها نشر على الإنترنت، يوم الثلاثاء، أن وحدات الحماية الكردية “قررت سحب مستشاريها العسكريين” من منبج وهي مدينة تبعد ٣٠ كيلومتراً جنوب الحدود السورية مع تركيا.

وبحسب البيان فإن المستشارين العسكريين بقوا في منبج بعد أن سيطرت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من جانب الولايات المتحدة على المدينة من تنظيم الدولة، في عام ٢٠١٦.

وتدهورت العلاقات التركية – الأمريكية خلال العام الماضي بسبب دعم الأخيرة لقوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف متعدد الأعراق تشكل وحدات الحماية أحد مكوناته الرئيسية.

وتعتبر أنقرة وحدات الحماية وجناحها السياسي، حزب الاتحاد الديمقراطي، فرعين من حزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمرداً في تركيا منذ عشرات السنين.

قوات التحالف المدعومة من الولايات المتحدة في بلدة منبج في شمال سوريا. تصوير دليل سليمان.

وهددت أنقرة في وقت سابق من هذا العام بشن عملية عسكرية ضد مقاتلي وحدات الحماية في منبج رغم وجود قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في المنطقة.

وفي يوم الاثنين، أصدرت الولايات المتحدة وتركيا بياناً مشتركا أعلنتا فيه أن البلدين توصلا إلى اتفاق ثنائي “لضمان الأمن والاستقرار في منبج … وأيّدا خارطة الطريق التي تحقيق هذه الغاية”.

وجاء البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية على الإنترنت عقب اجتماع بين وزير الشؤون الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن، يوم الاثنين.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن بنود اتفاق منبج لا تزال غير واضحة رغم أن وزير الخارجية جاويش أوغلو قال للصحفيين، يوم الثلاثاء، أن خارطة الطريق تعني “أنه سيتم نزع سلاح إرهابيي حزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الكردية”.

ولم تشر وحدات حماية الشعب إلى “خارطة الطريق” في بيانها الذي أعلن فيه انسحاب المستشارين العسكريين، والذي جاء بعد يوم واحد فقط من بيان الولايات المتحدة وتركيا.

وبدلاً من ذلك، أوردت الوحدات الكردية في بيانها أنه تم تسليم زمام الأمور إلى مجلس منبج العسكري (MMC)، وهو هيئة أنشئت في المدينة من قبل قوات سوريا الديمقراطية في عام 2016 وتتكون بشكل أساسي من مقاتلين محليين عرباً وكرداً.

وكان الغرض من مستشارى وحدات حماية الشعب على مدار العامين الماضيين تقديم “العون والتدريب” لمجلس منبج العسكري الذي “أصبح مكتفئ ذاتياً” وفقاً لبيان يوم الثلاثاء.

Embed from Getty Images

وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو يلتقي ووزيرة الخارجية الامريكي مايك بومبيو في واشنطن يوم الاثنين. الصورة بإذن من مارك ويلسون.

ولم يتم الإعلان عن جدول زمني لانسحاب قوات حماية الشعب من منبج، كما تواصلت سوريا على طول مع ثلاثة متحدثين من وحدات حماية الشعب، يوم الثلاثاء، للاطلاع على تفاصيل أكثر حول تنفيذ الانسحاب وأثره ، لكنها لم تتلق رداً بحلول موعد النشر.

وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس منبج العسكري، شرفان درويش، لسوريا على طول يوم الثلاثاء أن بعض المستشارين انسحبوا بالفعل “بينما يستعد الآخرون للانسحاب”.

وأضاف درويش أنه لم يسلم بعد أية شروطاً رسمية أو تفاصيل من وحدات حماية الشعب بشأن تنفيذ قرار يوم الثلاثاء، كما أنه لم يستلم شروط “خارطة الطريق” الأمريكية-التركية للمدينة.

وكان كل من منبج ومنطقة عفرين القريبة، التي تبعد حوالي 100 كيلومتراً إلى الغرب والتي سيطرت عليها  الفصائل المدعومة من قبل أنقرة من مقاتلي وحدات حماية الشعب في شهر آذار، هما جبهتي اشتعال رئيسيتين للمواجهة التركية مع الميليشيا الكردية السورية.

ومع ذلك، أعربت الحكومة التركية عن نيتها، في وقت سابق من هذا العام، عن طرد مقاتلي وحدات حماية الشعب من الأراضي السورية على طول الحدود الشرقية التي لا تزال تحت سيطرة الأكراد.

وقال وزير الخارجية جاويش أوغلو الذي كان يتحدث إلى الصحفيين في انطاليا جنوب تركيا يوم الثلاثاء، أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وأنقرة على مدينة منبج سيكون “نموذجاً” للأراضي الأخرى التي تقع على الحدود الشمالية لسوريا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.

وأضاف جاويش أوغلو “سنقوم بتطبيق خارطة الطريق في منبج على المناطق الأخرى من سوريا التي تحتلها قوات حماية الشعب الإرهابية”.

شارك هذا المقال