4 دقائق قراءة

وزارة التربية التابعة للمعارضة تمتنع عن توثيق شهادات الثانوية العامة لمئات الطلاب

كان محمد على وشك إجراء الامتحان النهائي في معهد اللغة […]


27 يوليو 2017

كان محمد على وشك إجراء الامتحان النهائي في معهد اللغة الإنجليزية، الشهر الماضي، عندما تلقى خبر إلغاء شهادته الثانوية، حيث سيتوجب عليه إعادة السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية.

محمد هو واحد من 350 طالبا تقريبا في المعاهد التقنية، في مناطق سيطرة المعارضة شمال سوريا، ممن تم إلغاء شهاداتهم الثانوية، الشهر الماضي، من قبل وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة. وكان سبب القرار الذي تلقاه محمد هو “عدم اكتمال الأوراق المطلوبة” لتسجيله في المرحلة الثانوية قبل ثلاث سنوات.

يقول محمد، من مدينة جسر الشغور، لمراسلة سوريا على طول، نورا الحوراني، إن هذا “تبرير غير منطقي”.

وكان محمد ذو الثانية والعشرين من عمره في السنة الأخيرة من المدرسة الثانوية في عام 2012، عندما اندلعت اشتباكات في جسر الشغور بين قوات النظام والمعارضة، مما أدى إلى إغلاق المدارس في المنطقة.

في العام التالي، عاد ليكمل دراسته في مدرسة ثانوية يديرها اتحاد المعلمين الأحرار، وهي منظمة تعليمية موالية للمعارضة في الشمال السوري. ثم التحق بمعهد تقني، على أمل تحصيل معدل عالٍ يتيح له الالتحاق بإحدى الجامعات المنشأة حديثا والتي تديرها المعارضة.

يقول جمال الشحود، معاون وزير التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة لـ سوريا على طول “عند افتتاح المعاهد قبلنا أن نسجل الطلاب في المعاهد على أساس الشهادة الصادرة من نقابة المعلمين تسهيلاً”.

معهد إعداد المدرسين في غرب إدلب. تصوير: معهد إعداد المدرسين في البارة.

يقول الشحود إن وزارة التربية والتعليم تعتزم التحقق من الشهادات بعد تسلم أوراق تسجيل الطلاب ودرجاتهم من نقابة المعلمين. ويضيف أنه لم يتم إرسال المعلومات، لذا لم تكن هناك إمكانية للتحقق من شهادات مئات الطلاب.

ويوضح الشحود “لايمكننا الاعتراف بشهادات طلاب لا نعرف كم عددهم ولا حتى درجاتهم بالإضافة إلى أن أي طالب يستطيع تزوير ورقة مشابهة للنقابة وختمها، أنا كنت طالب في 2013. هنا سنفقد مصداقية  عمل الوزارة”.

ويضيف الشحود لسوريا على طول إنه لا يرى أي خيار آخر سوى إعادة الطلاب السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية.

أما محمد فيقول لسوريا على طول إنه يرفض إعادة السنة الأخيرة له، بعد أن بقي أمامه امتحان واحد للحصول على شهادة دبلوم من المعهد التقاني.

مالذي حدث بعد تخرجك من الثانوية؟

قبل التسجيل في المعهد خرجت إلى تركيا لأكمل دراستي هناك وقمت بالتسجيل بدورة لغة تركية استمرت 7 شهور، طبعاً كان التسجيل يتطلب وجود شهادة ثانوية وتم قبولها من تركيا بدون أي مشاكل وكنت أملك الشهادة مصدقة من نقابة المعلمين ونسخة من الائتلاف.

[يملك غالبية الطلاب المتضررين من قرار وزارة التربية والتعليم شهادات معتمدة فقط من قبل اتحاد المعلمين الأحرار. مع ذلك، طلب محمد شهادة إضافية من وزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقتة لضمان قبوله في المعهد التقاني التركي حيث كان يخطط للدراسة].

بعد انتهاء الدورة عدت الى سوريا حيث تم افتتاح أول معهد إعداد مدرسين في جسر الشغور وبالرغم من أنني كنت أطمح لأن أسجل في الجامعة إلا أنه حينها لم يكن هناك جامعات في المناطق المحررة بعد.

سجلت في المعهد بشهادتي بشكل نظامي ولم تعترض أي جهة عليها، وأحرزت المرتبة الأولى في السنة الأولى فقد كنت من المتفوقين وكان حلمي أن أتفوق كي أتمكن من الدخول الى الجامعة

سارت الأمور بشكل جيد وبعدها تم افتتاح جامعات بالمناطق المحررة مثل جامعة حلب وإدلب وكلها تتبع للحكومة السورية المؤقتة التي تم تشكيلها ب 2014.

[بالرغم من أن الطلاب في المعاهد التقنية أو المهنية يحصلون على شهادة دبلوم تقني أو درجة مشاركة، يتمكن الطلاب المتفوقون في المعهد على مدى العامين، من الانتقال إلى برامج درجة البكالوريوس في إحدى الجامعات].

مع افتتاح الجامعات بدا لي أن حلمي يتحقق، مما دفعني للاجتهاد والمثابرة في دراستي أكثر لأكون من الأوائل.

وتقدمت بامتحانات الفصل الأول والثاني بشكل طبيعي وكان لدي مادة من الفصل الأول قررت أن أقدم امتحانها في الدورة التكميلية لأضمن معدلاً عالياً.

وفي الدورة الصيفية أخبرونا بالقرار الذي مثّل صدمة كبيرة لنا.

كم عدد الطلاب الذين ألغيت شهاداتهم؟

عدد الطلاب 340 طالب بالضبط، والتبرير الذي قدم لنا من قبل الوزارة هو عدم اكتمال الأوراق المطلوبة وهذا تبرير غير منطقي.

ماذا ستفعل في حال لم يتم التجاوب وقبول شكواكم للوزارة؟ ماهو شعورك بعد أن سمعت بالقرار وبعد أن درست بجد لإكمال تعليمك؟

ماتطلبه الوزارة أمر غير مقبول، ومن المؤكد لن أعيد الثانوية بعد كل هذا التعب ويضيع المزيد من السنوات علي.

في الحقيقة الأمر محبط كثيراً، والآن بعد كفاحنا بالاستمرار وتحملنا للظلم الذي تعرضنا له من قبل النظام والتشرد الذي نعيش فيه، أنا أشعر باليأس.

السيد جمال الشحود معاون وزير التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقتة؟

عند افتتاح المعاهد قبلنا أن نسجل الطلاب في المعاهد على أساس الشهادة الصادرة من نقابة المعلمين تسهيلاً ولأننا كنا نعلم أنه سيتم إتباع جميع المعاهد إلى الوزارة وتوثيق شهاداتها من قبل الوزارة فيما بعد.

 وفي عام 2015 كنت في ذلك الحين مدير تربية إدلب وفي اجتماع الوزارة عرضت موضوع هذه الشهادات وأنه يجب توثيقها وتعديلها ليتم الاعتراف بها من قبل الوزارة ووافق الجميع على ذلك.

بعدها أبلغت الأخوة ممن كانوا في النقابة والمعاهد بأنه يجب إرسال بيانات الطلاب للوزارة لتوثيق شهاداتهم والاعتراف بها إلا أنهم لم يرسلوا شيء وطالبناهم مراراً بالبيانات ولم يستجيبوا.

من جهتنا، لايمكننا الاعتراف بشهادات طلاب لا نعرف كم عددهم ولا حتى درجاتهم، بالإضافة إلى أنه يستطيع أي طالب تزوير ورقة مشابهة للنقابة وختمها ويقول أنا كنت طالب في 2013، هنا سنفقد مصداقية  عمل الوزارة.

ربما هناك ظلم بحق بعض الطلاب ولكن المسؤولية تقع كاملة على عاتق النقابة التي لم تزودنا حتى اللحظة ببيانات الطلاب وعلاماتهم وأعدادهم، والنقابة هي من تخلت عن هؤلاء الطلاب، كما أننا أعلمنا الطلاب بضرورة إعادة الثانوية لأننا لم نستلم بيانات من النقابة وبهذا لن يُعترف بشهاداتهم وقلنا أننا سنحتفظ لهم بعلامات النجاح التي وصلوا لها في المعاهد والجامعات وأخلينا مسؤوليتنا الكاملة.

ترجمة: سما محمد.

شارك هذا المقال