3 دقائق قراءة

قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة تسيطر على بلدة رئيسية في معركتها المستمرة ضد تنظيم الدولة

قوات سوريا الديمقراطية في موقع لم يذكر اسمه في سوريا. […]


قوات سوريا الديمقراطية في موقع لم يذكر اسمه في سوريا. صورة من قوات سوريا الديمقراطية.

سيطر مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على بلدة استراتيجية ضمن آخر المناطق التي يتواجد فيها تنظيم الدولة في سوريا يوم الثلاثاء، وفقاً لما ذكره قائد من قوات سوريا الديمقراطية.

ومع سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على بلدة السوسة، الواقعة في منطقة هجين شرق دير الزور، لم يبق سوى بعض القرى القليلة على طول نهر الفرات تحت سيطرة تنظيم الدولة، بالإضافة إلى الوجود العسكري للمجموعة المتشددة في بعض المخيمات الصحراوية المتناثرة في جميع أنحاء البلاد.

وقال قائد قوات سوريا الديمقراطية، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى الصحافة، أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة “تقوم بتمشيط” السوسة بحثاً عن المتفجرات بعد أن سيطرت على البلدة يوم الثلاثاء.

حيث شنت قواتها بدعم من طائرات التحالف الحربية الدولية هجوماً على مواقع تابعة لتنظيم الدولة في هجين وماحولها في العاشر من أيلول، وأعلنت عن الحملة بشكل رسمي في اليوم التالي.

وكانت هجين، منذ سيطرة تنظيم الدولة عليها في منتصف عام 2014 إلى ليلة الهجوم، منطقة مكتظة بالسكان تقع بالقرب من الحدود السورية العراقية، حيث تمركزت أعداد كبيرة من قادات المجموعة المتشددة، وفقاً لما قالته ليلوة العبد الله، الناطقة باسم مجلس دير الزور العسكري الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية، لسوريا على طول الشهر الماضي.

على الرغم من التقدم الذي أحرزته قوات سوريا الديمقراطية يوم الثلاثاء، إلا أنه “لا يزال أمامها الكثير من المعارك التي يجب أن تخوضها” إذا أراد مقاتليها استعادة ما تبقى من القرى والأراضي الزراعية في الجيب الواقع تحت سيطرة تنظيم الدولة، بحسب ما أكده العقيد في الجيش الأمريكي شون رايان، والمتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لسوريا على طول عبر البريد الإلكتروني.

وأضاف الرايان “السوسة ليست سوى خطوة أخرى باتجاه هجين”.

وفي الوقت نفسه، قال كينو غابرييل، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، لسوريا على طول يوم الاثنين أنه يتوقع استمرار حملة هجين “شهرين أو ثلاثة أشهر” بسبب التقدم البطيء، مشيراً إلى الظروف البيئية السيئة – بما في ذلك العواصف الرملية – وشبكات أنفاق تنظيم الدولة.

ويأتي الاختراق الذي حصل، يوم الثلاثاء، بعد أيام فقط من قصف طائرات التحالف التي تقوده الولايات المتحدة لمسجد قرب بلدة السوسة، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 60 مدنياً والعديد من مقاتلي تنظيم الدولة، وفقاً لمجموعة المراقبة Airwars التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها.

في حين ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، عن مقتل خمسة أطفال على الأقل.

وذكر العقيد الرايان لسوريا على طول عندما سُئل عن القصف الذي قال أنه قتل 12 من مقاتلي تنظيم الدولة “أن داعش تستخدم المساجد كمراكز للقيادة والتحكم”.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن الغارات المنفصلة التي قام بها التحالف الدولي، يوم الاثنين، دمرت بعض المباني التي كان يستخدمها التنظيم “لشن هجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية” في بلدة السوسة.

وفي الأسبوع الماضي، قامت المجموعة المتشددة باختطاف ما لا يقل عن مئة مدنياً من مخيم للاجئين بالقرب من بلدة هجين. ولم تتمكن سوريا على طول من التحقق من العدد بشكل مستقل.

وكان تنظيم الدولة في أوج قوته يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي الممتدة عبر سوريا والعراق في عام 2014، أي مايعادل مساحة المملكة المتحدة تقريباً. ومنذ عام 2015 بدأ كلاً من الفصائل المدعومة من تركيا والقوات ذات الغالبية الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة بالإضافة إلى الحكومة السورية وحلفائها، بشن هجمات عسكرية متزامنة لدحر قوات تنظيم الدولة من أراضيها في جميع أنحاء سوريا.

ويحتفظ تنظيم الدولة اليوم بما يقارب واحد في المائة فقط من الأراضي التي كانت تقع تحت سيطرته سابقاً، وتراجع إلى حد كبير إلى المناطق الصحراوية المترامية الأطراف في العراق وشرق سوريا.

وفي الوقت نفسه، قامت الجماعة المتشددة بتنفيذ عدد من الهجمات على أهداف مدنية وعسكرية في سوريا في الأشهر الأخيرة، أبرزها الهجوم على مدينة السويداء بالإضافة إلى قريتين في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية الواقعة جنوب غرب البلاد والتي خلفت مئات القتلى.

 

ترجمة: بتول حجار

 

شارك هذا المقال