4 دقائق قراءة

الاقتتال الثوري المميت في درعا: حرب بمعنى الكلمة

في يوم الإثنين الماضي، خرج لواء شهداء اليرموك، المتهم بمبايعته […]


30 مارس 2016

في يوم الإثنين الماضي، خرج لواء شهداء اليرموك، المتهم بمبايعته لتنظيم الدولة وحركة المثنى الإسلامية من مناطق سيطرتهم في الزاوية الجنوبية الغربية لمحافظة درعا، للهجوم على الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر وقوات جبهة النصرة.

وزحف شهداء اليرموك والمثنى قرابة 7 كم شرقا، واستولوا على عدة قرى. ولم يتضح مباشرة ما لذي دفع لواء شهداء اليرموك إلى الهجوم الآن، إلا أن التوتر بين اللواء والنصرة يعود إلى أواخر عام 2014.

واستمرت الفصائل الأربعة في الاقتتال ما بينها للسيطرة على قرى إلى الشرق من المعقل الأصلي للواء شهداء اليرموك، في منطقة حوض اليرموك الذي تحده مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل غربا، والأردن جنوبا.

وفي ظل هذا الوضع، أصبح ألآف المدنيين المحتجزين نتيجة الاقتتال الثوري جنوب غرب محافظة درعا “على وشك كارثة إنسانية”، وفقاً لما ذكره اثنين من إعلاميي درعا لوليد النوفل، مراسل سوريا على طول.

وهرب ألاف المدنيين الذي يعيشون في المناطق المتنازع عليها من منازلهم، وكثير منهم الآن “يسكنون  في العراء والمزارع والسهول”، وفق ما قال أبو حمزة الدرعاوي، الناشط الإعلامي من ريف درعا الغربي.

وليس أمام الأهالي المحتجزين بين الجبهات مخرجا فـ”للأسف لا أحد يقوم بإخلاء المدنيين حتى من أماكن الإشتباك”.

إلى ذلك، قال الإعلامي حسن المحمد، وهو الاسم المستعار لأحد الأهالي الموجودين داخل بلدة تسييل المتنازع عليها، “نحن لسنا مع طرف من أطراف الاقتتال، لا نريد حكم أي أحد نريد فقط أن يتم تحييد المدنيين من معاركهم”.

 

 

  • الناشط الإعلامي أبو حمزة الدرعاوي، من ريف درعا الغربي.

 

كيف يقوم الأهالي في منطقة حوض اليرموك بتسيير أمورهم اليومية في ظل الاقتتال الحاصل بين فصائل المعارضة المسلحة؟

الأهالي في منطقة حوض اليرموك (الشيخ سعد، مساكن جلين، حيط، تسيل، عدوان) محاصرون بسبب الإشتباكات الحاصلة، لا سيما  في مناطق الإشتباك، حيث شهدت نزوحا كاملا للأهالي باتجاه قرى أقل خطراً.

هناك ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، المنطقة على وشك كارثة إنسانية بسبب فقدان الطحين وانقطاع الماء منذ أكثرمن أسبوع.

انقطاع المياه بسبب اغلاق العنفة المغذية للمنطقة الغربية ببلدة الطيرة بسبب الاشتباكات وعدم قدرة عمال الشبكة الوصول للمضخات للصيانة. والعجمي والطيرة هي منطقة اشتباك ومعارك الآن بين الفصائل، لذلك يصعب الوصول إليها للصيانة.

جميع الطرق لخارج قطاع حوض اليرموك مقطوعة بشكل عام، ومعظم هذه المناطق كانت تعتبر هادئة ومليئة بالنازحين من مختلف مناطق درعا، كثير من الأهالي الآن يسكنون بالعراء والمزارع والسهول.

وما زاد الأمر سوءاً قيام حركة المثنى بتفجير الجسور والطرق الرئيسية للمنطقة لمنع تقدم قوات الجبهة الجنوبية والنصرة إليها.

أهالي جنوب غرب درعا في العراء. حقوق نشر الصورة لـ نبأ

 

كم بلغ عدد الضحايا من المدنيين؟ وماهي الأسلحة المستخدمة من قبل هذه الفصائل داخل البلدات ومناطق الاشتباك؟

وصل عدد الشهداء من المدنيين قرابة 23 مدنيا، بينهم عائلة مكونة من خمس أشخاص في بلدة تسيل (أب وأم وثلاثة أطفال) .

القتال الحاصل هو حرب بمعنى الكلمة، الفصائل المتقاتلة تستخدم الأسلحة الثقيلة كراجمات ومضادات الطيران والدبابات والمدفعية الثقيلة ومختلف أنواع الأسلحة الخفيفة.

ما هو رأي الأهالي بما يجري من اقتتال؟ وما هي ردود أفعالهم؟

الاهالي في حالة صدمة، الهجوم لم يكن متوقعا، وهناك حالة من الغضب والاستنكار بين الأهالي، والقبضة الآمنية للواء شهداء اليرموك وحركة المثنى تحول دون أي تحرك مدني لوقف ما يجري، وجميع الأهالي يطالبون هذه الفصائل بتحييد المدنيين من معاركهم، نحن تكفينا طائرات الأسد لتقتلنا.

هناك الكثير من المناشدات والصرخات من قبل الأهالي نقلها ناشطون، هل لاقت إستجابة لدى هذه الفصائل المتقاتلة؟ وهل تقوم الفصائل بعمليات إخلاء للمدنيين من أماكن الإشتباك؟

لم يستجب أي طرف من الأطراف لمناشدات المدنيين، على العكس، خرجت مظاهرة في بلدة الشيخ سعد اليوم تناشد جميع الأطراف بالتوقف عن الاقتتال، لكن تم إطلاق النار على المتظاهرين لتفريقهم.

للأسف لا أحد يقوم بإخلاء المدنيين حتى من أماكن الاشتباك، ومن هنا نطالب الفصائل المتنازعة مرة أخرى بتحييد المدنيين من هذا الصراع وفتح طريق آمن لخروج المدنيين والسماح بإدخال الأدوية وحليب الأطفال والمواد الغذائية للمنطقة وإلا سنموت جوعا.

 

 

  • الإعلامي حسن المحمد، أحد الأهالي الموجودين داخل بلدة تسييل، التي سيطر عليها لواء شهداء اليرموك الأسبوع الماضي.

 

كيف يعيش الاهالي داخل البلدة بعد سيطرة شهداء اليرموك عليها، وهل هناك أي عمليات ملاحقة أمنية للناشطين وعناصر الجيش الحر؟

بعد سيطرة شهداء اليرموك على البلدة إزداد الأمر سوءاً. كثير من الأهالي نزح خارج البلدة، وبعضهم يسكن في المزارع والسهول هرباً من القبضة الأمنية لشهداء اليرموك.

قام عناصر لواء شهداء اليرموك بحملة اعتقالات لعناصر من الجيش الحر وذلك للاستتابة بحسب ما قالوا، وأجبروهم على مبايعة اللواء، ويقوم عناصر اللواء بتفتيش البيوت والمنازل بحثاً عن الأسلحة.

كما قام عناصر اللواء بالنداء عبر مكبرات الصوت، ووضع إعلانات في شوارع البلدة طالبوا فيها أي شخص له علاقة بالجيش الحر بضرورة الاستتابة وإعلان البيعة لهم.

هل سقط ضحايا في صفوف المدنيين داخل البلدة على علمك، أثناء عمليات الإشتباك التي حصلت؟ وما هي الأسلحة التي استخدمت؟

نعم، استشهدت عائلة كاملة يوم الجمعة مكونة من خمسة أشخاص، أم وأب وأولادهما، بعد سقوط قذيفة هاون على منزلهم في بلدة تسيل، ومصدر القذيفة كان تل جموع الخاضع لسيطرة الجيش الحر، قرب مدينة نوى.

الفصائل المتنازعة تستخدم كافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة من راجمات للصواريخ ومدفعية ثقيلة ودبابات.

ماهي الرسائل التي توجهها إلى الفصائل المتقاتلة في منطقة حوض اليرموك؟

نناشد الجميع بتحييد مناطقنا من القتال، نحن لسنا مع طرف من أطراف الاقتتال، لا نريد حكم أي أحد نريد فقط أن يتم تحييد المدنيين عن المعارك.

 

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال