2 دقائق قراءة

انهيار “الهدنة المؤقتة” بعد سلسلة من الغارات الجوية على شمالي غرب سوريا

عمان- على غير العادة، قضى تركي وعائلته يوماً هادئاً نسبياً في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، يوم الأحد، وجلسوا جميعاً على مائدة الإفطار يتناولون طعامهم، ويتبادلون أطراف الحديث، ولكن سلسلة من الانفجارات القريبة أنهت سهرتهم الوحيدة منذ بدء شهر رمضان.


20 مايو 2019

عمان- على غير العادة، قضى تركي وعائلته يوماً هادئاً نسبياً في مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، يوم الأحد، وجلسوا جميعاً على مائدة الإفطار يتناولون طعامهم، ويتبادلون أطراف الحديث، ولكن سلسلة من الانفجارات القريبة أنهت سهرتهم الوحيدة منذ بدء شهر رمضان.

 وكان تركي السويد، 42 عاماً، من مدينة كفرنبل، ينوي دعوة أهله على مائدة الإفطار ليوم الإثنين، مستغلاً اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلنت عنه روسيا، وناقش مع زوجته تفاصيل الوليمة، وأنواع الأطباق التي سيقدمها.

ولكن استهدفت طائرات حربية مدينة كفرنبل، مساء الأحد، بعشرة غارات جوية محملة بصواريخ شديدة الانفجار، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وقال أحمد شيخو، المتحدث الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني في محافظة إدلب، لسوريا على طول “تسبب القصف بوقوع مجزرة راح ضحيتها 10 قتلى، بينهم 6 أطفال وامرأتين، وإصابة 10 آخرين بينهم 3 أطفال  و 3 نساء”.

وجاء القصف في أثناء الحديث عن اتفاق وقف إطلاق النار، شمالي غرب سوريا، بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة، بعد شهر من التصعيد العسكري ومحاولات برّية للقوات الحكومية بهدف السيطرة على أجزاء من ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

ومنذ غارات كفرنبل، تعرض ريف إدلب الجنوبي لقصف جوي ومدفعي، وسط اشتباكات بين القوات الموالية للحكومة وفصائل المعارضة، مما يشير إلى انهيار “الهدنة المؤقتة” التي تم الإعلان عنها.

ووثق الدفاع المدني السوري سقوط قذائف مدفعية على مدن وبلدات جدرايا، وجسر الشغور ، وشرقي معرة النعمان، وكان القصف الأعنف على بلدة الهبيط، حيث تعرضت للقصف بنحو 30 قذيفة مدفعية، بحسب ما ذكر شيخو لسوريا على طول.

وقال شيخو “لم يتوقف الطيران الحربي الروسي منذ قصفه لكفرنبل، الساعة التاسعة مساء يوم الأحد”، مستهدفاً “بغارة جوية مدينة خان شيخون، وأربع غارات بلدة سفوهن بالقرب من معرة النعمان، وثلاث غارات بلدة ترملا”.

وذكرت وسائل إعلام موالية للمعارضة السورية، يوم الأحد، مقتل 3 مدنيين أشقاء، الأحد، جراء قصف القوات الحكومية لمدينة خان شيخون.

وقضى تجدد القصف الجوي على أحلام السويد، بقضاء الأيام الأخيرة من شهر رمضان بهدوء، وعاد “الخوف من جديد”، بحسب قوله لسوريا على طول.

وقال السويد “فور سماع الانفجارات أجرت زوجتي اتصالاتها للاطمئنان على الأهل، أما أنا صعدت إلى السطح لاستكشاف مكان الغارات مصطحباً معي ابنتي، لأشعرها بعدم الخوف”.

“الوضع جداً مخيف، ولكن عليك أن تتماسك أمام أطفالك لتشعرهم بقليل من الأمان”، بحسب قوله.

وقال النقيب ناجي مصطفى، المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير، وهو تحالف فصائل إسلامية والجيش الحر في شمالي غرب سوريا، لسوريا على طول “حاول النظام اقتحام مناطق نفوذنا من عدة محاور، ونفذ الطيران الروسي عدد من الغارات الجوية والقذائف الصاروخية على محوري الكبينة وميدان غزال”.

وأكد النقيب مصطفى أن نقاط الاشتباك في منطقة خفض التصعيد مستمرة حتى الآن.

من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” بأن استهداف ريف حماة الشمالي جاء كردّ على الفصائل العسكرية، وإحباط محاولاتهم في الاعتداء على النقاط العسكرية المتمركزة لحماية البلدات الآمنة، بحسب تعبيرها.

وجاء اتفاق وقف إطلاق النار، الذي انهار في الساعات الأخيرة، بعد انعقاد الاجتماع الأول لـ”مجموعة العمل المشتركة الروسية التركية”، الجمعة، في العاصمة التركية، لمناقشة أوضاع إدلب، والتدابير التي يتعين اتخاذها في نطاق اتفاقيات أستانا وسوتشي.

 

شارك هذا المقال