4 دقائق قراءة

“تقدم بطيء” للقوات الموالية للحكومة السورية على مناطق تنظيم الدولة في جنوب دمشق

تواصل قوات الحكومة السورية والميليشيات الحليفة لها معاركها ضد تنظيم […]


تواصل قوات الحكومة السورية والميليشيات الحليفة لها معاركها ضد تنظيم الدولة، في جنوب دمشق، بينما لا  يزال المئات من المدنيين عالقين خلف الخطوط الأمامية للقتال.

إلى ذلك، قال ناطق إعلامي باسم لواء القدس، وهو ميليشيا موالية للحكومة السورية ويشارك في المعارك الحالية، لسوريا على طول يوم الإثنين أن الجيش السوري وحلفاؤه، وهم الآن في الأسبوع الرابع من حملتهم ضد التنظيم في جنوب دمشق، يحققون تقدما بطيئا لكن بوتيرة ثابتة ضد مواقع الجماعة المتطرفة.

وأوضح المتحدث أن “طبيعة المنطقة والاكتظاظ العشوائي للبناء جعل المعارك تتخذ أسلوبا خاصا”.

ويعمل مقاتلو لواء القدس، الذين يقاتلون تحت راية الجيش السوري، على طرد مقاتلي تنظيم الدولة المتمركزين في المنطقة والذين سيطروا على أراضي جنوب دمشق منذ منتصف عام ٢٠١٣.

وتابع الناطق باسم لواء القدس “إن جميع المباني مفخخة أو هي عبارة عن مفخخات مما يجعل التقدم بطيئاً نوعاً ما”، مضيفا أن التنظيم “يعتمد على الأنفاق التي جهزها على مدى سنين”.

وسيطرت القوات الموالية للحكومة السورية، في أحدث تقدم لها، على عدة مبان للتنظيم ومدرستين يوم السبت، وفقاً لما أورده موقع الإعلام الحربي المركزي الموالي للحكومة. من جهتها، لم تتحدث وسائل الإعلام الرسمية السورية عن أي تقدم كبير من قبل الجيش العربي السوري أو حلفائه حتى نهاية الأسبوع.

غارة جوية على مواقع تنظيم الدولة في جنوب دمشق، في ١٠ أيار. تصوير: حركة التحرير الفلسطيني الديمقراطي- سرايا التحرير والعودة.

وبحسب تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الثلاثاء، ومقره بريطانيا، فإن ما يقدر ب ١٤٠ مقاتلا من كلا الطرفين قتلوا منذ بدء الحملة في ١٩ نيسان.

وحتى يوم الثلاثاء، مازال تنظيم الدولة يسيطر على أقل من ٢ كيلومتر مربع من الأراضي في جنوب دمشق تمتد عبر جزء كبير من مخيم اليرموك، وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين في دمشق، بالإضافة إلى أجزاء من منطقتي التضامن والحجر الأسود.

وتعد المنطقة المحاصرة، الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، آخر المناطق خارج سيطرة الحكومة السورية في دمشق وريفها.

ومنذ بدء حملتها ضد التنظيم في ١٩ نيسان، تقدمت القوات الموالية للحكومة من عدة محاور وانتزعت السيطرة على مناطق ذات كثافة سكانية عالية من التنظيم في التضامن والحجر الأسود. ورافق القتال غارات جوية يومية وقصف مدفعي.

وفي الأسبوع الأول من القتال، فر آلاف المدنيين من الأحياء الجنوبية المحاصرة من قبل التنظيم في دمشق، نحو المناطق المجاورة التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، حسبما ذكرته سوريا على طول في ذلك الوقت.

وفي وقت لاحق، استسلمت تلك المناطق للحكومة وتم إجلاء السكان والمقاتلين إلى شمال سوريا الذي كانت تسيطر عليه المعارضة في الأسابيع الأخيرة.

واليوم، تستمر القوات الموالية للحكومة “بالتضييق على داعش مما يوحي أن فلول داعش ستتركز في مخيم فلسطين وستكون المعركة النهائية فيه” وفقاً لما قاله الناطق باسم لواء القدس.

وتقدر مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا (AGPS)، وهي مجموعة توثيق ومراقبة مقرها لندن ومراسليها في جنوب دمشق، أن الهجوم الذي شنته الحكومة على مواقع تنظيم الدولة في جنوب دمشق دمر “60 بالمائة من مخيم اليرموك” وذلك بحسب تقرير نشرته المجموعة يوم الاثنين.

دبابة تابعة للجيش العربي السوري في حي الحجر الأسود، جنوب دمشق في 8 آيار. الصورة من سانا.

وجاء في بيان قدمه بيير كراهينبول، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)  لسوريا على طول، يوم الثلاثاء، أنه “لا يزال هناك مدنيون في اليرموك يعانون، وهم بحاجة ماسة إلى ممر آمن لمغادرة المنطقة”.

وأضاف كراهينبول “يجب على جميع أطراف القتال ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لضمان تجنيب المدنيين” مضيفاً “ينبغي أن تتخذ التدابير اللازمة لمنع إلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية”.

وقال فايز أبو عيد، عضو في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا AGPS ، لسوريا على طول في أواخر الأسبوع الماضي أن “عدد المدنيين المتبقيين في اليرموك لا يتجاوز  1000”.

وقال فيرناندي فان تيتس، مسؤول العلاقات العامة في مكتب الأونروا في دمشق، لسوريا على طول عبر البريد الإلكتروني، يوم الثلاثاء، أن ما يقدر بـ 100-200 مدني لا يزالون في مخيم اليرموك.

وأكد جلال اليرموكي، فلسطيني من مخيم اليرموك يبلغ من العمر 25 عاماً والذي غادر منزله بعد أن بدء الهجوم الحكومي في شهر نيسان أن “معظم المدنيين الموجودين حالياً في تلك الأحياء هم من كبار السن ويرفضون مغادرة منازلهم” وطلب عدم ذكر اسمه الحقيقي لأنه كان مغادراً جنوب دمشق الأسبوع الماضي إلى شمال سوريا كجزء من عملية إجلاء منسقة من قبل الحكومة.

وأخبر كلاً من اليرموكي ونازح آخر من النازحين حديثاً سوريا على طول، الأسبوع الماضي، أنهم عندما فروا من مخيم اليرموك كانت معظم الأسر في مخيم اللاجئين الفلسطينيين مختبئة في الطوابق السفلية المكتظة بالسكان.

وقال ربيع أبو أحمد، الذي هرب من اليرموك إلى بلدة يلدا المجاورة منذ أسبوعين تقريباً، لسوريا على طول  “كنا نسمع أصوات القصف وكانت مرعبة جداً وكان القصف كثيف جداً، وكنا نخرج نشاهد الدمار عندما يتوقف القصف و نلتقط الانفاس “.

وحذر كراهينبول، المفوض العام للأونروا، في البيان الذي قدمه لسوريا على طول، من الوضع الإنساني “المتدهور بسرعة” في مخيم اليرموك بسبب استمرار القتال، بالإضافة إلى نقص الإمدادات الغذائية والدواء وعدم وجود مياه جارية لمن تبقى من السكان هناك.

ويقول اليرموكي إن السكان الذين بقوا في مخيم اليرموك ،  المحتشدون في ملاجئ تحت الأرض، لا يحصلون إلا على كميات قليلة من الأغذية غير القابلة للتلف، مثل العدس والأرز والحبوب الأخرى.

 

شارك هذا المقال