3 دقائق قراءة

جيش الفتح يعيد تشكيله لتجاوز “خلاف فكري” أوقف عملياته

في خطوة لتجاوز الاقتتال الذي كان وراء تعثر وتجميد المعارك […]


في خطوة لتجاوز الاقتتال الذي كان وراء تعثر وتجميد المعارك الأخيرة، أعاد الإتحاد الثوري الأكبر، في شمال سورية “تشكيله”، وحل ارتباطه بأحد الفصائل المتشددة، واتحد مجددا مع حليف سابق له.

وأعلن مسؤولون من جيش الفتح، الإثنين، أن غرفة عمليات الجيش، لم تعد تتضمن جند الأقصى، وهو فصيل إسلامي متشدد، تتهمه بعض الفصائل الثورية بموالاة تنظيم الدولة.

وفي الوقت نفسه، عاد إلى غرفة عمليات جيش الفتح، فصيل سابق في الاتحاد، هو فيلق الشام الذي كان انسحب من الاتحاد في كانون الأول بسبب “الخلاف الفكري” على ما يبدو مع جند الأقصى.

و”فيلق الشام من أكبر الفصائل في شمال سورية وأهمها في إدلب وحلب، حيث يملك عددا كبيرا من العناصر والسلاح الثقيل”، وفق ما قال شريف سرمدا، ناشط إعلامي من شمال إدلب، لسوريا على طول، الثلاثاء.

وفي توجه واضح لخلق توازن سياسي، سيكمل قائمة التحالف الجديدة حزب الاتحاد التركستاني، المنعزل نسبياً،  وهو جماعة من مقاتلي الإيغور من غرب الصين شارك مؤخراً في عمليات عسكرية إلى جانب جند الأقصى أخرها في سهل الغاب في حماة.

ويعد “إدخال الحزب الإسلامي التركستاني مهم لجيش الفتح لجعل العلاقات متوازنة وإبعاد جيش الفتح قدر الإمكان عن التصادم مع جند الأقصى”، وفق ما قال قيادي في جيش الفتح طلب عدم ذكر اسمه، لسوريا على طول، الإثنين.

“الخلاف الفكري”

وتشكلت غرفة عمليات جيش الفتح في أذار عام 2015 من سبعة فصائل، بما فيها أحرار الشام وجبهة النصرة، بهدف “أن تحرر هذه المدينة الطيبة، الطيب أهلها” في إشارة إلى  مدينة إدلب، مركز المحافظة الشمالية الغربية. وبعد إنجاز هدفه الأول في غضون أربعة أيام، مضى التحالف الجديد على مدى الشهور السبعة التالية في  متابعة “تحرير” معظم محافظة إدلب من قوات النظام والميليشيات الموالية له.

ولكن التصدع في اتحاد جيش الفتح بدأ يتجلى في أوائل تشرين الأول من عام 2015، حين هدد كل من جند الأقصى وجبهة النصرة، كما تواردت الأنباء، بالخروج من التحالف إثر الإختلافات في الرأي بصدد تأييد بعض الفصائل للمشاريع “المصادمة للشريعة الإسلامية” و”الضغط المستمر علينا لقتال جماعة الدولة”. وبينما كان الثوار يبندون قضاياهم الداخلية ويفندونها، انطلقت حملة قصف روسية في 30أيلول، وتدفق مقاتلون موالون من إيران لمساعدة النظام في دحر جيش الفتح وقلب انتصاراته التي أحرزها سابقا.

وخلال الشهور السبعة التالية، لم يحقق ثوار إدلب أي تقدم مهم، بينما أجبرت القوات الموالية للنظام بدعم من الطيران الروسي مقاتلي جيش الفتح على الخروج من ريف اللاذقية الشمالي المجاور.

وبينما كان للغارات الروسية دور رئيسي في التقدم الأخير الذي أحرزه النظام، إلا أن مقربين من جيش الفتح بينوا لسوريا على طول أن النزاعات الداخلية حدّت من إمكانيات الاتحاد في الرد بفاعلية.  

وأوضح حسام سلامة، قائد لواء السنة التابع لحركة أحرار الشام الإسلامية، لسوريا على طول الأثنين، أن “أهم أسباب تعطل عمليات جيش الفتح وتجمده، يعود للخلافالفكري بين الفصائل وجند الأقصى تحديداً”.

وأضاف سلامة “إقصاء جند الأقصى هو الذي أدى إلى إعادة تشكيل جيش الفتح مرة أخرى”.

وأتاحت إعادة التشكيل هذه عودة فيلق الشام، وهو من الفصائل المؤسسة للاتحاد، والذي يضم أكثر من عشرين من الألوية والكتائب العسكرية المنتشرة في أربع محافظات، حلب وحماة وإدلب وحمص.

وأعلن فيلق الشام خروجه من جيش الفتح، رسميا، في كانون الأول الماضي ، لـ”نعطي الأولوية لدعم الثوار في منطقة حلب”، كما جاء  في بيان صدر عنه أنذاك. ولكن السبب الحقيقي للإنفصال كان “الخلاف الفكري مع الفصائل الأخرى، ولا سيما جند الأقصى”، وفق ما قال مصدر في فيلق الشام، لسوريا على طول، الإثنين.

ومهد إقصاء جند الأقصى الطريق لعودة فيلق الشام، كما أشار مسؤول في القيادة العليا لفيلق الشام طلب عدم ذكر اسمه، لسوريا على طول، موضحا أن “أحد أهم أسباب عودة الفيلق لجيش الفتح هو عدم وجود جند الأقصى وتركيز أهداف جيش الفتح على بدء المعارك في كل من حلب واللاذقية”.

ويأتي القرار في حل الارتباط بلواء جند الأقصى بعد قرابة ثلاثة شهور من “تعليق” اللواء عمله في جيش الفتح، مستشهداً بـ”التجاوزات” التي تقوم بها حركة أحرار الشام، واحدة من أكبر الفصائل في الإتحاد.

والآن، وبعد إقصاء جند الأقصى  رسميا، يأمل قادة جيش الفتح في أن هذه الخطوة ستجعل الاتحاد أكثر تركيزاً على القضايا المهمة وحسم المعارك.

ويقول جيش الفتح أنه لا يريد أن يصنع عدوا له من حليفه السابق، جند الأقصى، وإدخال الحزب الإسلامي التركستاني ربما إيماءة  بترك الخط مفتوحاً.

وقال قيادي في جيش الفتح، رفض نشر اسمه، لسوريا على طول، “حيث أن الحزب التركستاني يحمل علاقة جيدة مع معظم الفصائل، الأمر الذي سفيد به جيش الفتح في حفظ علاقته مع جميع الفصائل في المنطقة على مسافة واحدة ومتوازنة”.

وأضاف أن “تواجد الحزب قد يمنع أي دور عكسي لجند الأقصى تجاه جيش الفتح”.

 

ترجمة : فاطمة عاشور 

 

شارك هذا المقال