4 دقائق قراءة

غارة جوية تدمر المخبز الآخير في ريف حماة الشمالي

دمرت غارة جوية روسية، وفق ما تواردت الأنباء يوم السبت، […]


4 أبريل 2017

دمرت غارة جوية روسية، وفق ما تواردت الأنباء يوم السبت، المخبز الآخير في ريف حماة الشمالي. ويحتوي المخبز على فرن آلي كان يخدم ما يقارب 40 ألف نسمة يتوزعون على كل من مدينة كفر زيتا وحلفايا وطيبة الإمام واللطامنة وصوران والقرى الصغيرة المحيطة بها في ريف حماة الشمالي الخاضع لسيطرة الثوار.  وفي يوم الإثنين، قالمحمد العبد الله، مدير المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في كفرزيتا لـ نورا الحوراني مراسلة سوريا على طول، أنه لا يمكن إعادة إعمار المخبز ما دام قصف الروس والنظام مستمراً، “ولا نعرف متى سيتوقف القصف وماذا سيحصل بالمستقبل”.

وكانت الغارات الجوية في يوم السبت هي الأحدث في حملة جوية مستمرة منذ أسبوعين  يشنها النظام وحلفاؤه في ريف حماة الشمالي ومحافظة إدلب جنوباً.

وشنت الفصائل الثورية في المنطقة حملة جديدة في 21 أذار للسيطرة على مدينة حماة والقاعدة الجوية العسكرية إلى الجنوب. وما تزال قوات الجيش العربي السوري والميليشيات الموالية للأسد بمساندة الغارات الجوية والقصف المدفعي إلى الآن، تدفع بقوات المعارضة إلى الشمال مرة أخرى. ورغم القصف العنيف على الطرق، استمر أعضاء المجلس المحلي بإرسال الشاحنات إلى المخابز في إدلب لتأمين الخبز لأهالي ريف حماة.

 مخبز كفر زيتا عقب الغارات الجوية في يوم السبت. حقوق نشر الصورة لمنظمة إيلاف للإغاثة والتنمية.

و”الخبز اليدوي في البيوت ليس خياراً متاحا،فالطحين غير متوفر بسبب عدم توفر مادة القمح أصلاً في ريف إدلب” ، وفق ما  ذكر أبو هاجر، مسؤول التنسيق في المجلس المحلي بمدينة حلفايا في ريف حماة الشمالي، لسوريا على طول. وكانت بلدته إحدى البلدات التي تأثرت بالغارات على المخبز، والذي كان يتلقى الطحين والمحروقات من المنظمات الإنسانية.

وأضاف أبو هاجر أن “الناس تجد صعوبة بالتنقل بسبب القصف، فكيف سيتم تأمين الطحين والمحروقات غير المتوفرة أصلاً؟”.

  •  محمد العبد الله، مدير المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في كفرزيتا.

كيف تحصل كفرزيتا والمناطق السكنية على الخبز بعد غارات يوم السبت؟

الآن أقرب فرن يبعد عن كفرزيتا 15 كيلومتر تقريباً في ريف إدلب، ولا أستطيع أن أحدد المكان خوفاً من استهدافه، وما نقوم به هو إرسال شاحنة لهذا الفرن، والتي تقوم بنقل الخبز، ويتكفل المجلس المحلي بتكاليف هذه العملية كاملة.

وحالياً بعد قصف الفرن ستعتمد كل منطقة أو قرية على المجلس المحلي الخاص بها لتأمين الخبز من ريف إدلب مما يجعل الأمر مختلفاً من مكان لآخر من حيث الأسعار والكميات، ولكن بكفرزيتا وبسبب قربها نسبياً من ريف إدلب مازال سعر الخبز ثابتاً بسبب تكفل المجلس المحلي بدفع التكلفة الزائدة.

وهل سيعمل المجلس على إعادة بناء هذا الفرن؟

الفرن خرج عن الخدمة، ودمرت خزانات الوقود والمياه بالكامل، حالياً لا يمكن العمل على إعادة بنائه بسبب القصف، ولا نعرف متى سيتوقف القصف وماذا سيحصل بالمستقبل.

ما يزال الطيران الحربي للنظام والروس مستمراً في تنفيذ الغارات الجوية في ريف حماة الشمالي وجنوبي إدلب للأسبوع الثاني على التوالي. فما هو عدد من بقي من الأهالي في كفرزيتا؟

يشهد ريف حماة الشمالي حركة نزوح كبيرة وهناك قرى باتت خاوية تماماً من السكان بسبب القصف الهمجي الذي يطال كل مرافق الحياة، ولكن حالياً يوجد حوالي 10 آلاف نسمة في كفرزيتا وحدها.

(ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في 28 آذار أن المعارك بين النظام والثوار في ريف حماة الشمالي دفعت ما يصل إلى 4000 من السكان المحليين للنزوح).

  • أبو هاجر، مسؤول التنسيق في المجلس المحلي بمدينة حلفايا، بلدة تقع على بعد 12 كم جنوب كفر زيتا في ريف حماة الشمالي.

 بعد قصف الفرن الوحيد في يوم السبت الذي كان يخدم ريف حماة الشمالي كاملاً، كيف يتم تأمين الخبز في حلفايا؟ ومن أين؟

قبل قصف الفرن كنا نعتمد عليه بشكل كامل في تأمين الخبز لأهالي حلفايا والقرى المحيطة، الآن نحن نضطر وسط مخاطر كبيرة أن نأتي بالخبز من مدينة الهبيط بريف إدلب، ونحتاج حالياً ما يقارب 2400 ربطة خبز يومياً .

نأتي بالخبز من فرعين بالهبيط، ونحصل على نصف الكمية من كل فرع تقريباً.

هل يمكن أن تحدثنا عن أهمية هذا الفرن، وهل يمكن للناس أن تستبدل ذلك بالخبز اليدوي في منازلهم؟

الناس تعتمد بشكل كلي على الأفران، فلا يمكن أن يقوموا بالخبز في البيوت بسبب الصعوبات الكثيرة،  فالطحين غير متوفر بسبب عدم توفر مادة القمح أصلاً في ريف إدلب لتأثر الزراعة بالقصف مما يضطرهم للاعتماد على الطحين المقدم من الجمعيات والمنظمات والتي يتم تأمينها للأفران فقط.

(تلقى مخبز كفر زيتا دعماً من منظمة إيلاف للإغاثة والتنمية، وهي شريكة لهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات IHH، والتي تتخذ من اسطنبول مقراً لها).

كما أن الناس تجد صعوبة بالتنقل بسبب القصف، فكيف سيتم تأمين الطحين والمحروقات غير المتوفرة أصلاً.

بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن يقوم بعض الأشخاص بالقيام بنقل الخبز بشكل شخصي وبسياراتهم الخاصة استغلالاً للحاجة، وخصوصاً في الأماكن البعيدة عن مراكز الخبز والخطرة، وحينها ستكون أسعار الخبز مضاعفة بحسب ما يطلبه هذا الشخص.

كم تبعد المسافة بين حلفايا وأقرب فرن بريف إدلب؟ وكيف انعكس تأثير ذلك على الأسعار؟

المسافة بعيدة مما يزيد الصعوبات وتقدر بـ30 كيلومتر تقريباً، وتمّ التعاقد حالياً مع سيارة  تقوم برحلة يومياً (إلى إدلب)، مما أثر بشكل سلبي على أسعار الخبز بسبب زيادة تكلفة النقل، وارتفع سعر ربطة الخبز من 175 إلى  225 ليرة الآن ومن الممكن أن تصل في الأيام القادمة إلى 250 ليرة، وهذا سيزيد من أعباء الناس.

كما أثر أيضاً على تأمين الكمية المطلوبة بسبب ضغط الطلب على الأفران التي تعمل، بالإضافة لاختلاف هذه الكمية  بسبب حركة النزوح المستمرة.

وتم تحويل كميات الطحين المقدمة من المنظمات إلى أفران أخرى لديها قدرة على الإنتاج.

ترجمة: فاطمة عاشور

شارك هذا المقال