3 دقائق قراءة

من واش للقوات الأميركية إلى زعيم تنظيم الدولة: من هو “الهاشمي القرشي” المقتول؟

خلال فترة استجواب زعيم تنظيم داعش على يد القوات الأميركية، في العام 2008، قدّم المولى معطيات دقيقة عن المقر السري للجناح الإعلامي لتنظيم الدولة، ومعلومات عن الرجل الثاني في التنظيم، المعروف بـ"أبو قسورة المغربي" الذي قتل في عملية عسكرية أميركية في الموصل.


3 فبراير 2022

باريس- في سيناريو مشابه لعملية تصفية قائد تنظيم الدولة (داعش) السابق، أبو بكر البغدادي، تمكنت القوات الأميركية من القضاء على زعيم التنظيم، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، في عملية إنزال جوي ليلة الأربعاء- الخميس على منطقة أطمة بريف إدلب الشمالي.

وفي إعلانه عن مقتل زعيم التنظيم، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، أن بلاده “أزالت تهديداً إرهابياً كبيراً”، في عملية استغرق الإعداد لها شهوراً، بحسب بايدن، الذي أشار إلى أن القرشي “فجر نفسه” بعد أن حاصرته القوات الأميركية.

وأسفرت العملية عن مقتل 13 شخصاً، بينهم 6 أطفال و4 نساء، نتيجة القصف والاشتباكات التي جرت عقب عملية الإنزال، وفق بيان صادر عن الدفاع المدني السوري.

وكانت الولايات المتحدة نفذت عملية إنزال جوي على قرية باريشا بريف إدلب، في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، قضت فيها على أبو بكر البغدادي، قائد التنظيم ومؤسسه.

من هو القرشي؟

يشتهر “الخليفة” الثاني لتنظيم داعش بكثرة الأسماء والألقاب التي استخدمها منذ انخراطه في العمل بصفوف الجماعات الجهادية، كان أشهرها: أبو إبراهيم الهاشمي، عبد قرداش، البروفيسور، المدمّر، حجي عبد الله، وأستاذ أحمد. لكن اسمه الحقيقي، أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، ويُرجّح أنه من مواليد بلدة تلعفر في محافظة نينوى العراقية، عام 1976، لعائلة تركمانية.

وولد المولى لأب، له زوجتان، أنجبتا 9 إناث و7 ذكور، أصغرهم أمير الذي صار زعيم داعش، وقد تولى والده إمامة مسجد الفرقان في حي البعث بمدينة الموصل العراقية منذ العام 1982 وحتى العام 2001، وفقاً لما نقلته قناة الجزيرة عن مصادر أمنية عراقية.

أكاديمياً، تخرج المولى من كلية العلوم الإسلامية في الموصل، ولكنه عمل بعد تخرجه ضابطاً في الجيش العراقي في فترة حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وفي أعقاب الغزو الأميركي للعراق، العام 2003، التحق المولى بصفوف تنظيم القاعدة، وشغل منصب المندوب الديني والقانوني الشرعي العام للقاعدة، قبل أن تلقي القوات الأميركية القبض عليه في أواخر العام 2007، وتحتجزه في سجن بوكا في العراق.

التقى المولى بأبي بكر البغدادي في سجن بوكا، قبل أن تفرج عنهما القوات الأميركية في تموز/يوليو 2008، ومنذئذ لازم المولى البغدادي، الذي عينه قائد الفرع العراقي لتنظيم القاعدة في العام 2010.

انشق البغدادي وخليفته المولى عن القاعدة بهدف تأسيس “الدولة الإسلامية في العراق”، التي تطورت واتسعت رقعة نفوذها لتصبح “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، قبل أن يسمي البغدادي نفسه خليفة للمسلمين، في حزيران/ يونيو 2014، ويحذف مسمى العراق والشام من اسم تنظيمه ليصبح “الدولة الإسلامية”.

وعرف عن المولى ولاءه التام لأبي بكر البغدادي، منذ وصول الأخير إلى الموصل للإعلان عن قيام “الدولة الإسلامية”، كما عُرف بوحشيته ضد معارضي قيادة البغدادي، وهو ما أكسبه مكانة كبيرة داخل التنظيم.

ووفقاً لأستاذ العلوم السياسية في جامعة باريس، والمتخصص في شؤون الجماعات الجهادية، جان بيار فيليو، فإن المولى لعب “دوراً كبيراً في حملة تصفية الأقلية الأيزيدية من خلال المجازر والتهجير والسبي”.

علاقته بأميركا

تظهر تقارير الاستجواب الأميركية السرية، أن أمير المولى، والذي أعطته القوات الأميركية خلال اعتقاله  رمز (01-060108 م)، كان “سجيناً نموذجياً متعاوناً” مع الأميركيين، ويتحدث بشكل “غير عادي” أحياناً، فضلاً عن أنه “يبذل قصارى جهده ليكون مفيداً، لاسيما حينما تتاح له فرصة الإبلاغ عن خصومه داخل التنظيم [داعش]”،  بحسب ما جاء في تقرير لصحيفة “الواشنطن بوست”.

وخلال فترة استجوابه لعدة أيام في العام 2008 قدّم المولى معطيات دقيقة عن المقر السري للجناح الإعلامي لتنظيم الدولة، من قبيل لون باب المقر وأوقات الدوام فيه، كان لها دور في وصول القوات الأميركي إليه.

أيضاً، قدم معلومات عن الرجل الثاني في التنظيم، المعروف بـ”أبو قسورة المغربي”، للقوات الأميركية التي  تمكنت من قتله، في تشرين الأول/ أكتوبر 2008، بمدينة الموصل العراقية.

شارك هذا المقال